2012/04/07

الخميني في بيتنا مهنئاً ب7 نيسان

عام 1986 
وفي ايامه الاولى ,اتفقنا نحن عائلة المرحوم (عبدالرضا بن شيخ مزبان المطيري) على ان نبدء بالاستعدادات والاستحضارات لأستقبال الاخ الكبير (حسن) معيل العائلة وعمودها الفقري, الذي من المؤمل اطلاق سراحه في منتصف شهر نيسان من العام نفسه.
حسن كان محبوسا في ابوغريب بقرار من محكمة الثورة برئاسة القاضي عواد البندر (مشعول الصفحه) , وذلك لقيامه بالتهجم والقذف(شتم وسب) القائد الضرورة صدام ومجلس قيادة الثورة  كذلك التهجم على الاستاذ عزام الاحمد سفير فلسطين (حينها) عام 1982 وتحديدا شهر ايلول في اليوم الذي يسبق الامتحانات الخارجيه  لمادة الانكليزي للطلبة المكملين ( چا انت تروح تدرس , لو تروح تنعل بصدام !!؟؟)
لااريد التحدث عن ضيم سنوات 1982- 1986 فما بعدها اسوء
اتحدث عن الاستعدادات :
الاستعدادات تتضمن توفير كل مايسهل عملية استقرار الاخ الكبير واولها توفير غرفه مستقله لغرض ان (أنجَوزَه وأنزَوجه) بمعنى ان يتزوج ويترك ما يسبب القلق والضيم.
في نيسان 1986 كنت في معسكر تدريب مديرية الهندسة العسكرية بعد تخرجي من معهد التكنولوجيا -القسم المدني وعبدالعباس (المهندس) كان سائق شفل في قاطع العمارة  وعلي في احد المؤسسات الصحية وعبدالامير كان لايزال صبيا.
4/ نيسان اخذت إجازة لثلاثة ايام 
5/نيسان  ذهب علي لمسطر العماله واحضر معه (خلفة بناء) وعماله وكان من سوء حظ الخلفه إن اسمه عباس !!!
 بدء البناء في الطابق الثاني وكان الخلفة رائعا في عمله واخلاقه, كان البيت يشهد حركة دؤوبه ومخلصه  باجواء من الفرح المستند الى  اطلاق سراح الاخ الاكبر من سجنه.
6نيسان ارتفع البٌنيان وصل الى (مرحلة الشبابيچ )  الله الله على مرحلة الشبابيك  هذه المرحلة التي تبدء فيها ملامح البناء بالوضوح والظهور  .......وكان الجميع رائعون وكانت امي كالعادة اطيب واكرم واكثر الموجودين عملا وشوقا لاكمال البناء
 عمي ابو كريم , عمتي الحجية ام (علي عيسى مصور السينما والمسرح) , عمتي ام كريم ام شهداء الحزب الشيوعي والوطن , الجيران الرائعون , اطفال الدربونه كلهم ساهموا باخلاص منقطع النظير لاكمال غرفة حسن
7/ نيسان كان الجو رائعا  والبيت كان يشع فرحا , البنيان اليوم سيكون مرحلة مابعد الشبابيك اي الرباطات وهو الاقتراب الحتمي من السقف,
وحينما كنت ممتطيا صهوة حائط غرفة حسن (تحت الانشاء) بمواجهة الخلفه عباس وبيدي الفاس  مدندنا مازحا بأغاني قادسية صدام  مرددا للخلفة (حنه معاكم ,حنه معاكم  , مع هذا الخلفة عباس حنه معاكم , صلة جص وشكَف حنه معاكم) الخلفة يبتسم بحياء  , 


عمي ابو كريم ينهرني:   بوويه حسوني خلّي الزلمه يشتغل , لاتلهيه مع غمزة وعض الشفة ويقصد بها انتم ما تجوزون من طلايبكم وي صدام ؟ !!
واذا بالهجوم الكاسح والماحق الساحق من الوجوه غير المعروفة التي تغلب عليها صفرة ،،معقولة سمعوا أغنيتي بسرعه ، وأجو يعتقلوني !!؟ !!!!!
قاماتهم طويلة , ضخام الجثث, مدنيين وعسكرين , انواع الاسلحه مع خوذ تغطي رؤوس بعضهم لم نشهدها قبل !!
انزلونا تحت تهديد السلاح وبعبارات شتائميه متتابعه و كثيفه جدا !!!
ثم انزلونا الى داخل البيت !!
جمعونا في غرفة الخطار(استقبال الضيوف) 
- منو هذا ؟......... صاح احدهم وهو  يقصد صورة اخي عباس بلحيته الكاسترويه (كان يظنه خمينياً) المعلقة على الحائط .....(كَلناهم نزولها !! محد ياخذ الحچي !!)
- هذا عباس اخوي  سايق شفل بالجبهه .
- وينه عباس ؟
- اني عباس  ....صاح الخلفه , حينها تلقى صفعه من رجل الامن
- هذا مو عباس اخوي , هذا عباس الخلفه جبناه من المسطر مال العماله بساحة 55 ب25 دينار , شعليه الرجل !!! رددت معتقدا اني انقذ الخلفه.
اخرجونا الى تلك الدربونه(الزقاق)  في قطاع 27, الدربونه كانت على غير العادة هادئة تماما إلا من هولاء المقتحمين
اسندوا وجوهنا الى حائط بيت ابو مطشر وفتشونا تفتيشا دقيقيا , واخذوا شقيقي علي الى  قائدهم الاعلى الذي يقف على الشارع الرئيسي   عند نهاية الدربونه مع ثلة من المدججين بالسلاح والخوذ والقاذفات.
امي لم تكن في البيت , كانت في سوق قطاعنا  الذي يقع مقابل قطاع 26 , امي كانت تتسوق لتطبخ غداء يليق  بمن يبني غرفة أبنها المظلوم المهضوم ,كبيرها حسن
عادت امي للبيت وتحديدا عند ركن الدربونه ونحن نراه (تتطالب وي ذولك الامن الواكفين بالركن الاخر من الدربونه)
احضروا امي ومعها (زبيلها) وهو من الخوص تضع فيه ماتتسوقه
احضروا إمي وهم يشتمون بها ( ام ال........ , عا................, كَح.........الخ)
امي  ام حسن بنت كَليط الفخذ , مرة عبدالرضا بن شيخ مزبان وام حسن وعبدالعباس وعلي وحسين وعبدالامير , هولاء يشتموها بما لم تشتم به أبدا لاهي ولأامها  !!!
ام حسن  ردت عليهم :
ولد الچلاب  شسويتوا  بولادي , احتركَـ ابهاتكم , اليوم العب عليكم هلموا , اليوم اخلي التفكَـ عليكم هلاهل
بووووووويه  چتلو ولادي , بوووووووويه كَضوا ولادي...................الخ (غلبني البكاء)
كل ذلك امام عيني , فبادرت الى شتمهم فلم اعرف ماحصل بعده سوى ان احسست بحرارة شديده في وجهي..
علي اي حال وبأي حال اخذونا لذلك الاصفر الصفار المنقوع بسُميَة عالية وله عينان  خضراوان ميتتان تماما لاحراك فيهما ووجهه  فيه حفر صغيرة جدا جدا (وجه مدمن )
- هذا العسكري(يقصدني) رجعوه للبيت  وهذه ال.... وهذا (علي) صعدوه بالسيارة مع ابن ال......( ابن خالي الذي يبحثون عنه)
- اقسم بالعقيدة  إذا مالكَيناه بييت تلك ال....... (خالتي) هذه العوائل سنمحيها عن بكرة ابيها ... (العميد ابو عيون الخضر ووجه الاصفر)
الشارع كان مليء بالقوات المدججة , سيارت GL فيات , جمسيات , سوبر
أعادوني للبيت مع الخلفة بصحبة اثنين من العمالقة وذهبت  القوات المسلحة العسكرية والمدنية الى حي العامل لتكرار السيناريو نفسه في بيت خالتي الذي وجودوا فيه ضالتهم (خالي علي) ....
عرفنا ذلك بعد ان اتصل العنصرين الذين يحتجزونا في بيتنا .
عصرا اطلق سراح امي وشقيقي علي وابن خالي  بعد ان القوا القبض على خالي علي في بيت خالتي ام فارس..
....
بعد ان ذهبوا بدءت الدربونه تستعيد حياتها تدريجيا فالخوف الشديد والمرعب كان مسيطر
7/ نيسان 1986 بعد المغرب بدء بعض الاقارب بزيارتنا للاستفسار , البعض لم يزورونا بعدها بتاتا, الاصدقاء قليلون منهم  يزورنا  فغالبيتهم عسكريين في جبهات المعارك.
خرجت لاشتري  علبة سكائر (جكَاير) , التقيت باحد الجيران وكان صاحب نكته وهو فرحان ابن شذر
- ها خويه  حسين سالمين ؟
- سالمين خويه, عادي  چا احنه غير معاميلهم (زبائنهم) ؟
- خويه شني هاي القوات؟!! شكبرها . شكثرها؟  والله  حسبالي   الخميني  القوا القبض عليه  في بيتكم ؟ !!!!!! ربما الخميني حضر للعراق ليهنيء ب 7 نيسان ميلاد حزب البعث




لا والنيسان !! كلمن ونيسانه
لا والبنيان !! كلمن وبنيان