في زمن الطيبة والقناعة والعوز صادف ان التقى المرحوم حمدي , والمرحوم فليفل , وصديقهم اسماعيل ليتداولوا هموم فرقتهم الغنائيه الشعبيه (شَدة مال عبييد) ومواردهم المالية الشحيحة جدا (موازنتهم الفدرالية صايره أشخوط), حيث انه م لايملكون مايكفي قوت يومهم , فضلاً على غن حائط مقهى أعطيوي لم يعد يتسع للشخوط التي تؤشر مقدار الدين العام والمديونية للمذكرين آنفاً !!.
وبينما كانوا سائرين في درب العكر والطسات لدرابين (أزقة) قطاع 28
صاحت بهم السيدة ( الوصيفه ام عبود)وبينما كانوا سائرين في درب العكر والطسات لدرابين (أزقة) قطاع 28
-خايب يُمممًه حمدي
- ها عمه أأمري , بخدمتـچ
- خايب يممه الحايط (الجدار) البينه وبيين جيرانه طاح !!ماتعرفلك خَلفَه مال بنيان يبنيه؟ والترجمة الحرفية لما قالته ام عبود هو غن الجدار الذي يفصل دارها عن دار الجيران قد سقط نتيجة سبب ما .
هنا ومضت لحمدي فكرة أستدعتها الحاجة التي هي ام الاختراع طبعاً , فنظر الى ابو عليوي فليفل , واسماعيل والتقت افكارهم قبل نظراتهم (المو رحمانيه بتاتاً) !.
-أي أيه , أحنه نبنيه !!
( وهم الذين لم يعملوا أي عمل سوى عملهم في العزف على آلة الرق والزنجاري ).
چا خوش , راية الله بيضه وكَطن ( بمعنى إنهُ هذا مناسب جداً لها ) ..
اتفقوا على ان يبدء العمل صباح اليوم التالي باكرا.
صباح اليوم التالي لم يصل حمدي ومساعديه الناشور فليفل, و والطواس اسماعيل باكراً كما هو معهود من أسطوات وعمال البناء , بل حضروا متاخرين او حضروا الضحى كما هو التعبير الدارج !!
المهم غن العمل قد دقت ساعته وبدءت عجلته بالدوران والدوران هو جل مايتقنه الثلاثة .
بدءوا بالعمل والغناء والقاء النكات وتوزيع الضحكات( كشكوليين من الطراز الاول)
المنغص الوحيد ان الحائـــــــــــــــط لايستقيم ابدا !!
فهو كالافعى يتلوى ! حسب وصف رياض المحمداوي
سئلت ام عبود الأسطة حمدي مستفسرةً علها تجد مايسعف قلقها :
- خايب يُممه حمدي شو حايطك يتراكَص شماله ( يتراقص لماذا) ؟
نظر حمدي ألى الحائط وكان واضحاً له غن الحايط يشهد ميلان ملحوظ جداً, لكنه أُسقط في يده ! بماذا يجيب ام عبود ! لم يعجز الحيلة :
- يممه انه سويته هيچ ! , حتي يصبير كلش قوي ! ( يچـذب عليهه أبو العركَــ)
.......
الخامسه عصراً
اكتمل بناء الجدار المتراقص المتموج كأفعى صحراويه تزحف على رمال حارة,
وقبض الثلاثه أجرتهم من النقد العراقي ألاصلي أبان هيبته وكبرياءه وعنفوانه النقدي ,
وفيما هم يبتعدون قليلا ويتداولون من سيشتري المشروب والمزه ,صاحت بهم ام عبود قائلة مستنكرة مستفسرة من هول المصيبة :
وووولَـــك حَــــــــــممممدي الحايــــط طــــاح !! هذا بنيانيش ؟
التفت حمدي صوبها قائــلا بصوت الخبير الواثق الحانق :
- چـا شــترديـــنه ؟ عـــمُــــــر تُـــفـكــه !! ( عمر بندقيه) !؟
وطفروا تلاثتهم ( بمعنى هرولوا ثلاثتهم مبتعدين) تلاحقهم دعوات ام عبود المنذرة بالويل والثبور نَحو ( الله لايوفقكم , منين يوفقكم وانتم عبييد وسكارى الظهر الاحَمَر !, بعد الله شيسوي بيكم .......وهلم جرا .
.........
لا ادري لماذا كلما اتابع اخبار السياسيين العراقيين والعراق , تقفز قصة حايط حمدي امامي , الحائط المتراقص الملتوي .
والطبقه السياسيه هي حمدي وفليفل واسماعيل ( مو شغلتهم البناء شغلتهم الفرق الموسيقيه الشعبيه)
واظنه سيتهدم عصر احد الايام ويهربون بجوازاتهم المتعددة وهم يقولون
جا تريدون العراق عــمــر تــفــكَــه....كافي طول هواي