جنوبية من اهوار ميسان الشرقية , قرب ناحية العزير الواقعه بين العمارة والبصرة
تزوجت من ابي في بداية الخمسينيات في منطقة الشاكرية ( المنطقة الخضراء الان !!!) , عاشت في ضنك وهي المنحدرة من بيت الرئاسة في عشيرتنا وابيها شيخ عشيرة وتاجر وشبعان(هكذا كان يطلق على الثري او الميسور)
عاشت مع ابي العسكري واخيه(عمي) وابوهم الشيخ الضرير (رجل دين)
خدمت العائلة , حملت الماء من الحنفية المشتركة , صبرت على كل شيء
(ام حسن) خوش ام حسن بنت اصول, خلفت نعمة اولاد ( مقياس النعمة ولادة الذكور)
ثم توالت نوائب الدهر على ام حسن حتى توفي ابيها وشايبها 1974, زوجها وشقيقها 1977
انكبت او انكفات على اولادها حتى كبروا وتخرجوا
في الثمانينات وهي تنتظر زواجهم وذرياتهم ومعاشاتهم (جا غير تخرجوا من الكليات)
واذا بالحرب العراقية الايرانية يشب اؤارُها !!!!
ام حسن لا علاقة لها بطمب الصغرى والكبرى !! ولا علاقة لها بمخفر زين القوس وخضر وهيلة !!!
ام حسن علاقتها محدودة باحتياجات اولادها
حسن استقر في سجن ابو غريب لشتمه صديقه صدام حسين التكريتي واعتدائه على السفير الفلسطيني عزام الاحمد واستقراره بعد رحلة لاباس بمدتها بين اروقة المعارض التشكيلية والمكتبات الموجودة في مديرية الاستخبارات العسكرية والسلامة الوطنية( استخبارات مجلس قيادة الثورة) واستخبارات القوة الجويه, ثم محكمة الثورة واخيرا الاستقرار في ابو غريب
عبدالعباس (مهندس) سائق شفل في جبهات القتال الفيلق الرابع
على مفرزة ميدان طبية في الفيلق الثالث
حسين سائق شفل في الفيلق السابع
وهكذا اصبحت علاقة امي (ام حسن) علاقة متينة وحتميه لاانفصام لها بفيالق الجيش العوراقي الباسل , وابوغريب واستخبارات قووية الجوية(هكذا تسميها)
وهي التي لم تعرف اي شيء اخر سوى
التقعد العامة(التقاعد العامة) نقطة دلالتها الوحيدة في بغداد,
فاي منطقة في بغداد يدور عنها الحديث او حولها , تتسائل امي ( أم حسن) :
وٍيين اتصير عن التقعد العامه ؟؟ التقاعد العامة محور الارض بالنسبه لها !!!!حين يحضر على في اجازة دورية, تسئله
- يممه علي ماشفت اخوتك حسين وعباس؟
- يممه هم بعيدين عن قاطعنا
- شلون !!!؟؟ شلون بعيدين !!! ؟ چا هيه التلاثة مو جيران الاربعه؟
- !!!!!! وشنو يعني؟
-الفيلق الثالث مو جيران الفيلق الرابع ؟ مثل احنه وبيت ابو مطشر ؟؟؟؟؟
شتحجي وي ام حسن ؟؟ وشلون تفهمها الخريطة الجغرافية العسكرية وحدود الفيالق والفرق العسكرية والاستخدام والتنسيب والقوة والقدر والحركات الفعليه والطرق النيسميه (الميسمية) !!!!
قلب ام جنوبية مفتت ومشتت على مساحة ثلاث فيالق وسجن ابو غريب
....
في احد معارك الفيلق الخامس وحين كان صوت وسحنة (جهرة )رشدي عبدالصاحب ومقداد مراد يضبحان ويزعقان ومعهما فيلق اعلام لطيف نصيف جاسم يتقافز طربا ورقصا (حنه معاكم, ها خوتي عليهم, الفيلق الرابع نار وغضب طالع)
اصاب القلق الهستري قلب وعقل امي...
حلفنا براية العباس ابو راس الحار, ان المعركة بعيدة كل البعد عن الفيلق الرابع وعن عباس ,
لم تقتنع !!!!! تريدون تقشمروني , تردوني اخنس ؟ ما اخنس , ياعباس يايممه
عباس حدر التفكَــ وانه آكل وأشرب..!!؟ العباس ابن علي ماضوك الزاد ولاالماي الا اشوف ابني..........
احضرنا خريطة العراق ووضحنا لها البعد بين الشمال والعمارة ..الفيلق الخامس في كردستان ووالنعال الرابع بالعمارة !! (جا هيه بلووووه ؟؟)
لم تصدق لان الاربعة جيران التلاثه مثلما بيت ابو مطشر جيران بيتنا
بيت ابو مطشر شالو ورحلوا لسوق الشيوخ وبقيت هي تقارن جيرتنا بهم بجيرة الفيالق الرابع والخامس !!!
حاول علي ان يهدء من روعها وذلك باتصاله من بدالة منطقة(جميلة) منتحلا شخصية عباس
- الوووو يمممه شلونك(صوت ضعيف على اساس من الجبهة)
- ها يمممممممه عباس سوده أبًوشي(بوجهي) يايممه ,حال الضيم حالي يايممه عليك
من ثم التفتت باتجاهنا : هذا مو عباس !!! تضحكون عليه؟؟
يمممه ابني, شوف شصاير بيه
صباحا لم نجد امي في البيت !!!
رحلت للفيلق الرابع وبعد معاناة شديدة تعاطف فيها الانظباط العسكري الذين شاهدوا فيها امهاتهم اوصلو عبدالعباس لها من خلال الاتصال عبر الهواتف من جوال فرقة لجوال لواء حتى لسرية هندسة الفرق العاشرة
وهناك اطلقوا عليها القاب(الدبابة , الهلكوبتر , السمتية) تقديرا لجراتها واصرارها
....
الان في 2012 ولازالت امي (ام حسن) وكل امهات حسن العراقيات يعيشن قلقهن الدائم !!! انتقلت اصوات الانفجارات من الجبهات الى الشوارع فاصبحت شوارعنا راضا حرام
اصوات انفجارات, انباء عن مفخخات
اتصلت ام حسن عبر الهاتف المحمول العائد لـ اموري(عبدالامير اصغر ابناءها) وانهت رصيده(ابو العشرتالاف) بضربة واحده
الو حسن..سالم انشاء الله
الو عباس..سالم ان شاء الله
الو علي..سالم ان شاء الله
الوحسين..سالم ان شاء الله
وطلبت منهم ان يسئلوا عن ابناء عمومتهم واصدقائهم في العمل
لان صوت المفخخات ارعبها وجعلها قلقة اشد القلق على ابناءها الذاهبين لوظائفهم وعلى اصدقاء واقرباء ابناءها( چا غير خطية خاف ماعدهم امهات تنشد عليهم) مع بكائية قصيرة تنتهي بلازمة ياحسين يايممه
...................................
شلون بالله؟
شلون يا العوراق العظيم؟
مو عُمـــر ام حسن وولد ام حسن خلص وبعدها مامخلصه مصايبك !!!!!!!!!!
اي كلب ابن الكلب انعل ابوك لابو حدودك لابو سمائك لابو ماءك
هناك 6 تعليقات:
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ مردت كلبي و الله.
انت اختصرت عذاب المرأة و تأريخ العراق بهذه المقالة.
تحيتي لها هذه البطلة مثل كل امهاتنا شبعن ضيم.
يروح فدوة بوش و اوباما و امريكا كلها لنعالها.
الاستاذ حسين المطيري ...ايها التلقائي العباره والنص .. انا اعرف انك غير محترف الكتابه ولن مقالك شدني ما لم يشدني اي كاتب اخر ... واعتقد لابل اجزم ان السبب ان كل حرف دونته كان بروح الصدق والتفاعل الحي عندما يكتب الانسان بصدق تشعر ان اللوحه واضحه المعالم ... ام حسن اطال الله بعمرها هي قصه امهاتنا ... وعذاب ... والقصه مستمره بالرغم من ان التراب خطى على البعض من الامهات .. ولكنها كانت تعيش الخوف يوميا اكثر من خوفها على نفسها وهي في العمر عتيا ... سلمت روحك الصادقه الجرئيه اخي حسين ارسل بوسه لراس ام حسن هي تعبير عن اخوتنا ...وهي امي بالمعنى العام والمعاناة
اخوك حسن المصلح
الاخت الدكتورة والكاتبة العزيزة
ام علي
سلمتي لي اختا ياجنوبية وخلاصة الجنوبيات
شريكي في العراقيه الخالصه وحليفي في حب العراق والاباء والامهات
الانسان الرائع حسن المصلح
نعم انا لست محترفا ولاابغي ذلك..هي افكار تدور في راسي اسطرها بشكل فوري في مدونتي
ان بقت تدور تقتلني
انزلها وارتاح من ثقلها
سلمت لي اخا وصاحبا
/ احزنتني بسرد الوقائع وافرحتني برسم صورة ملحميه لإم ولبنيها بين قواطع الموت والقهر ..ابو غريب الرهيب الذي التهم شباب يافع وشيوخ متعبين ..وبين محرقة القواطع والقواقع ..جبهة القادسيه المشينه../كنت بارع في نقلنا الى هناك..هرولنا مع الوالده بأثر رجعي لم اكن هناك وقت الحرب هناك لكني كنت اكتوي بنارها عن بعد .لقد كتبت بحرقه فاعدتني الى هذا الفن الراقي من اسلوب الكتابه للجميع وذكرتني بابي كاطع البديع شمران الياسري ،نقطة الضوء التي ضلت متوهجه حتى اليوم ...اثريت ذاكرتنا نحن الذين كدنا ان ننسى بفعل المسافات والزمن./تحيه لك
خالد الساكن هناك فب اقصى بلاد الله شكرا لك ولكلماتك ايها الرائع
إرسال تعليق