أبو أربـَــيــحَــه رجل ضرير في العقد الخمسيني من عمره , متوسط القامه
لايُـشاهد الا وشوهدت ابنته الصبيه (ام خشم) فهي دليله وعينيه في دروب ودرابين قطاعات 21 و27 و28 و22 حسب معلوماتي او حدودي الجغرافيه !!!
المرحوم تربطه بجدي الشيخ مزبان المطيري( 1872-1974) علاقه شخصيه وهو كثيرا ماكان يحل ضيفا في بيتنا في قطاع 27
للمرحومان مشتركات اوردهما للتوضيح:
1- اثنينهم عميان !!!
2- درسوا الدين ويدرسوه.
3- اثنينهم من عشائر البوعبود المحمداوي ( ابو اربيحه من بيت سليم وشيخ مزبان مطيري)
حواراتهم بعد السلام والتحيات غالبا ماتكون عن الصلاة والدين ,
اشقائي , يضيقون ذرعا بهكذا زيارات وخصوصا (علي) فهو سيد المقالب الشيطانيه
سبب الضيق ذرعا , بسيط هو ان خدمة رجلان ضريران متطلبان وصبية شرهه( أم خشم) صعب اصعب من خدمة ضرير واحد !!!
طعام وشاي ومن ثم احضر الابريج واللكَن النحاسيان( الابريق والطست) ليتغتسلا ثم بعد ذلك ليتوضئا
ثم هناك حقدا يناله المرحوم ابو أربيحه وابنته ( ام خشم) !!! الا وهو حصوله على مبلغ مالي بسيط من جدي في الوقت الذي يحرمهم من عشر فلوس تمكنهم من الدخول لمقهى أعطيوي ( ابو قادر) ليتمتعوا بمشاهدة التلفزيون .....
المرحوم ابو أربيحه اكثر نشاطا من جدي القابع في البيت والمنصرف للصلاة ( مدمن مال صلاه) , ابو ربيحه يتجول على البيوت والجوامع والحسينيات ويتعرف على كثير من الناس ولم يتاثر بفقده حاسة البصر..
من اشهر واقوى نشاط اشتهر به المرحوم أبو أربيحه هو أقامة عروض مسرحية عن مأساة كربلاء على ساحة كرة القدم في قطاع 22
ففي ذلك الوقت لم يكن المسجل كاسيت (ابو البكرة) منتشرا والمسجل المعروف هو ابو الاسطوانه وهو متوفر فقط في مقهى عطيوي وربما مقهى يوسف ..فهو كان مؤشر رفاهيه عاليه لم تكن متوفرة في ذلك الوقت لابناء تلك المنطقة وحتى من يتمكن منهم على شراءه لايشتريه !!! فالنقود بحد ذاتها كانت اهم من اي رفاهيه !!( كل شي يصير ) او الدنيا مييت أمر وهي عبارة تعبر عن الخوف من المستقبل لذلك يحتفظ بالمال !!!
قبل بدء شهر محرم او حين يهل هلاله يقوم ابو اربيحه بأعداد مسرحيته واعداد الادوار وتوزيعها على الممثلين , لايخلو الامر من فائدة للمرحوم ابو اربيحه لانه في تلك الايام هو مركز اهتمام شديد وله الراي في قضايا عديدة وفي الوقت ذاته هناك كثير من التوسطات ومن كبار الرجال ووجهاء المنطقه لغرض الحصول على دور في تلك المسرحيه ( للاجر والثواب) ...
ومااتذكره من الادوار
1- دور العباس / جواد كاظم دخان المطيري
2-القاسم / عبدالعزيز ( مصلح التلفزيونات صهر ابو اربيحه)
3- زينب / المرحوم الحاج جريخ ( الذي غير اسمه الى محمد ) لايوجد نساء تشارك في المسرح !!
4-اولاد مسلم / عبد بن الحاج جريخ ( الان عضو مجلس بلدي المحموديه او المسيب) وكريم طاهر المطيري
5- الحر / المرحوم ابو كريم ( نسيت اسمه كان يسكن بدربونة بيت فليفل)
6- الشمر / نائب عريف بالشرطه كان يخدم في شمال العراق !!!! هم نسيت اسمه
7- حرمله / دواد كان يسكن خلف دائرة الكهرباء
الزنجيل والقامات = جبار الاطرش ومهدي الاطرش وبعض الاخوة من شقاوات المنطقه !!!
وهذه ميزة غريبه بل عجيبه !! فقضية الحسين عليه السلام لاتثير احزان المتدينين فقط , ففي ايام عاشوراء نرى من هم بعيدين كل البعد عن التدين والصلاة يقومون بواجبات وشعائر ايام عاشوراء !!! ولااحد يمنعهم او يزجرهم !!!
الحسين للانسان بحد ذاته ( سلام الله عليك باابا عبدالله )
الملاحظ ان المسرحية تشاهد من قبل غالبية ابناء المنطقة رجالا ونساء صغارا وكبار فهو العرض المسرحي الوحيد وهو الوسيلة الوحيدة والفاعله لمعرفة ماحصل في يوم العاشر من محرم للامام الحسين عليه السلام واهله واصحابه
فلايوجد مسجل ولاتلفزيون ولافضائيات ولاصحف ولاكتب او بسبب الفقر والاميه التي كان من الواضح ان السلطة ( مكيفه ومتونسه على ضيم الوادم)
من الطرائف التي تحصل خلال الاستعدادات او العرض
في احدى البروفات المسرحيه هاجمت العرض شاحنة الانظباط العسكري وهي من نوع زيل سوفييتي وعندها هرب بعض ممثلي الادوار الرئيسيه وغالبية الكومبارس , وألقي القبض على حرمله ( داود) الذي اعترف فور اعتقاله قائلا : مو بس اني حتى الشٌمر فرار !!!!!!!!!!!!
..
احد اشقائي كان يبكي بكاءً مرا ... وعندما استفسر ابي عن سر ذلك البكاء المبالغ فيه !!!
اجاب بووويه انفهرت على زينب عليها السلام لابسة القندرة مال العباس !!! ماعندهه قندرة !!!!
( المرحوم جريخ كان يؤدي دور العقيلة زينب عليها السلام وهويرتدي العباءه والنقاب ونَسي ان يلبس حذاءُ نسائياَ !!!!! ( صوج مساعد المخرج)
............رحمك الله ياأبو أربيحه
رحمك الله ياحجي جريخ وابو كريم
عرفتمونا بقضية الحسين بن علي عليه السلام وباصحابه وبعياله وبظلم ال امية ويزيد وعمر بن سعد
بامكانياتكم البسيطة وبفطرتكم فسلام على فطرتكم
عرفتمونا بفن المسرح
.....
من اقام للحسين مأتما متقربا لله مخلصا في نواياه
فقد خلد نفسه قبل ان يخلد ذكرى الحسين
فسلام على الحسين وعلى اصحابه وعلى مبادئه وعلى خدامه المخلصين في نواياههم
هناك تعليق واحد:
تحية لكل أولئك البسطاء اللذين ضحوا من أجل قضية كان غالباً ما ينتهون معها الى السجن والاعتقال بل الى الموت أحيانا وليس فقط الانضباط العسكري...تحية لذاكرتك أيها المطيري وانت تتحفنا بقصص كادت تمحو من ذاكرة أجيال متعاقبة ,بل أصبحت ذكرى أستشهاد الحسين مجرد بروفة للبذخ والتمظهر بينما الاف الجياع يملئون حياتنا الشاردة...شكراً
إرسال تعليق